بطن الكوديي – قصة قصيرة
إهداء للشق
بعد صلاة الفجر – جلستُ بقرب( ست شاي)- إخترتها لقربها من مكتب ( الكوديي ) –الشاهي السادة – كما يقول والدي – رحمه الله عليه – والجبنة ، وعناوين الصحف – و (مانشيتاتها ) - ( طقطقوا لي) عظام مخّي – والحساب على ذمة شقيقي الأصغر- الذي إحتضنني وانأ اصعد أدراج بطن الكوديي لمقعد يحمل الرقم (4) – لم يعد لي إسم- فأنا (4) وتذكرة سفري (4) ومقعدي (4) وحقيبة سفري (4) وجاري الملاصق (5) .
الميناء البري بالمدينة –( من صباح الرحمن ) يمتليء بأناسيّ كثير- ونساء كثيرات- وباعة (الصحف البايتة والبايرة) – تشتري صحيفة صدرت بالأمس- وحين تصل عاصمة البلاد- تقدم لأهلك صحيفة صدرت قبل ثلاثة أيام- لايهم- المهم أن تتشاغل عن هموم السفر بحروف الصحف- وبعضها كالناس التي تغمر أرصفة الميناء البري في عشوائية .الميناء البري يكتظ بالباصات السفرية المغادرة للعاصمة – و مابعدها- ويكتظ بالسماسرة - الذين لايكادون يبيعون أو يشرون شيئاً- نموذج مصغر لنموذج كبير في خارطة الوطن القارة .
وبسم الله- تحركت الكوديي- خلف المنصورة- قدام بابابنو- إلى نقطة التفتيش الأولى- وتنتظرها النقطة الألف – تحركت بسرعة قصوى مسموح بها بعيداً عن رقابة الرقيب- خمسون راكباً ببطن الكوديي يتثاءبون- وينامون على بعضهم بعضاً- وهم قعود- ويطالعون الصحف- ويصحون لإزاحة لعاب يسيلُ من فم النائم- وماسح اللعاب يسأل السؤال المليون .
- وصلنا وين ياجماعة –
خطوط صفراء بطول الأسفلت تجري بسرعة عكس إتجاه الكوديي-من تحتها - وعلى البعيد من الأسفلت ترى الكثبان الرملية وبعض الشجيرات تجري بتوازٍ مع الأسفلت بإتجاه جريان الكوديي وبسرعة خجولة – والجبال مع قبة السماء والأفق تبدو كأنها ثابتة دليلاً على كروية الأرض ولكن .
- إتفضل : قطعة حلوى.............. قدمها المضيف
- تسلم ياذوق وصلنا وين .
-نقطة تفتيش - طبق فضائي للتلفاز – باعة بائسون- يعرضون بضاعتهم للنائمين وأنصاف النائمين .
- مساويك – بسكويت – مساويك –بسكويت .
وتتحرك الكوديي بالطريق السريع – كل بطنها ينوم- والخطوط الصفراء تجري تحتها- بسرعة ما فوق الرقابة- وسهول جانبي الأسفلت وقبة الأفق وكروية الأرض .
- وين وصلنا يا أهلنا –
- عبرنا( كبري وعبرنا كبري وعبرنا كبري)- ونزلنا- وصلينا جمعاً وقصراً- وصعدنا لبطن الكوديي مع صياح البائسين .
-حنة حنة حنة – بسكويت إغاثة- حنة حنة حنة .
وجرت الكوديي عكس خطوط القوى المغنطيسية ........قف ولم تقف .
مر مضيف الكوديي ووزع ( نصف قارورة ) مياه غازية لكل مقعد- وعاد- ليجود( بكيك) محلي الصنع لكل مقعد وللمرة المليون ..
– وصلنا وين ياجماعة
بسكويت – حنة – موبايلات ...
لافتات كبيرة : وداعاً -مرحباً بكم- وتعلو البنايات- بعد ألف كيلو متر- خلاءاً بائساً- إلا من نقاط التفتيش وبسكويت الإغاثة- وعينة من البائسين .ألف كيلو متر من المسافات لاترى فيها زرعاً ولاضرعاً ولابشراً- إلا بعض الغنم وباعة البسكويت وأكياس القمامة وأصحاب الأختام .
- شعورُ بالغربة لم يعرف الرقم (4) سبب مرارته -هل هو بعده عن الوطن داخل الوطن ؟ صار (4) هدف ذاك الشعور وألامه- رغم مداعبات الطفل الصغير بحضن أمه الجميلة من خلف الرقم (3) .
إنسربت الكوديي- بين شوارع جميلة- تظللها عمارات وناطحات سماء - وأبراج- سمقت في السماء – دنيا من الغنى والثراء والتطاول في البنيان- والكوديي تتعرج بين الأخضر والأصفر والأحمر- لتقف عند جانب الميناء البري لعاصمة البلاد . الموقف الخارجي للميناء البري قبلت به – إذ أن الرفض مع حالات التوتر والإنفعالات وعناوين الصحف والفجر الكاذب – و الحضارة - وصيوانات العزاءات- والغزو الأجنبي والمؤامرات وملاعب كرة القدم والمعارضات والفجور والصدق والأصدقاء والأهل (والعرق ): يبعث على الطمأنينة .
الباعة المتجولون من حولي بالملايين لايكادون يبيعون أو يشرون شيئاً .
تسلمتُ الحقيبة (4)- ذهبتُ لسرادق عزاء – عدتُ – نمت –صليت الصبح –ودخلتُ بطن الكوديي لتبدأ رحلة الألف نقطة تفتيش- والبائسين- وبسكويت الإغاثة- و النوم - وبالعكس .
- وصلنا وين ياجماعة .
- يادوبك خاشين قهوة ( مرحب) .
تمت
/ بص المرشد / 28/01/2013
إهداء للشق
بعد صلاة الفجر – جلستُ بقرب( ست شاي)- إخترتها لقربها من مكتب ( الكوديي ) –الشاهي السادة – كما يقول والدي – رحمه الله عليه – والجبنة ، وعناوين الصحف – و (مانشيتاتها ) - ( طقطقوا لي) عظام مخّي – والحساب على ذمة شقيقي الأصغر- الذي إحتضنني وانأ اصعد أدراج بطن الكوديي لمقعد يحمل الرقم (4) – لم يعد لي إسم- فأنا (4) وتذكرة سفري (4) ومقعدي (4) وحقيبة سفري (4) وجاري الملاصق (5) .
الميناء البري بالمدينة –( من صباح الرحمن ) يمتليء بأناسيّ كثير- ونساء كثيرات- وباعة (الصحف البايتة والبايرة) – تشتري صحيفة صدرت بالأمس- وحين تصل عاصمة البلاد- تقدم لأهلك صحيفة صدرت قبل ثلاثة أيام- لايهم- المهم أن تتشاغل عن هموم السفر بحروف الصحف- وبعضها كالناس التي تغمر أرصفة الميناء البري في عشوائية .الميناء البري يكتظ بالباصات السفرية المغادرة للعاصمة – و مابعدها- ويكتظ بالسماسرة - الذين لايكادون يبيعون أو يشرون شيئاً- نموذج مصغر لنموذج كبير في خارطة الوطن القارة .
وبسم الله- تحركت الكوديي- خلف المنصورة- قدام بابابنو- إلى نقطة التفتيش الأولى- وتنتظرها النقطة الألف – تحركت بسرعة قصوى مسموح بها بعيداً عن رقابة الرقيب- خمسون راكباً ببطن الكوديي يتثاءبون- وينامون على بعضهم بعضاً- وهم قعود- ويطالعون الصحف- ويصحون لإزاحة لعاب يسيلُ من فم النائم- وماسح اللعاب يسأل السؤال المليون .
- وصلنا وين ياجماعة –
خطوط صفراء بطول الأسفلت تجري بسرعة عكس إتجاه الكوديي-من تحتها - وعلى البعيد من الأسفلت ترى الكثبان الرملية وبعض الشجيرات تجري بتوازٍ مع الأسفلت بإتجاه جريان الكوديي وبسرعة خجولة – والجبال مع قبة السماء والأفق تبدو كأنها ثابتة دليلاً على كروية الأرض ولكن .
- إتفضل : قطعة حلوى.............. قدمها المضيف
- تسلم ياذوق وصلنا وين .
-نقطة تفتيش - طبق فضائي للتلفاز – باعة بائسون- يعرضون بضاعتهم للنائمين وأنصاف النائمين .
- مساويك – بسكويت – مساويك –بسكويت .
وتتحرك الكوديي بالطريق السريع – كل بطنها ينوم- والخطوط الصفراء تجري تحتها- بسرعة ما فوق الرقابة- وسهول جانبي الأسفلت وقبة الأفق وكروية الأرض .
- وين وصلنا يا أهلنا –
- عبرنا( كبري وعبرنا كبري وعبرنا كبري)- ونزلنا- وصلينا جمعاً وقصراً- وصعدنا لبطن الكوديي مع صياح البائسين .
-حنة حنة حنة – بسكويت إغاثة- حنة حنة حنة .
وجرت الكوديي عكس خطوط القوى المغنطيسية ........قف ولم تقف .
مر مضيف الكوديي ووزع ( نصف قارورة ) مياه غازية لكل مقعد- وعاد- ليجود( بكيك) محلي الصنع لكل مقعد وللمرة المليون ..
– وصلنا وين ياجماعة
بسكويت – حنة – موبايلات ...
لافتات كبيرة : وداعاً -مرحباً بكم- وتعلو البنايات- بعد ألف كيلو متر- خلاءاً بائساً- إلا من نقاط التفتيش وبسكويت الإغاثة- وعينة من البائسين .ألف كيلو متر من المسافات لاترى فيها زرعاً ولاضرعاً ولابشراً- إلا بعض الغنم وباعة البسكويت وأكياس القمامة وأصحاب الأختام .
- شعورُ بالغربة لم يعرف الرقم (4) سبب مرارته -هل هو بعده عن الوطن داخل الوطن ؟ صار (4) هدف ذاك الشعور وألامه- رغم مداعبات الطفل الصغير بحضن أمه الجميلة من خلف الرقم (3) .
إنسربت الكوديي- بين شوارع جميلة- تظللها عمارات وناطحات سماء - وأبراج- سمقت في السماء – دنيا من الغنى والثراء والتطاول في البنيان- والكوديي تتعرج بين الأخضر والأصفر والأحمر- لتقف عند جانب الميناء البري لعاصمة البلاد . الموقف الخارجي للميناء البري قبلت به – إذ أن الرفض مع حالات التوتر والإنفعالات وعناوين الصحف والفجر الكاذب – و الحضارة - وصيوانات العزاءات- والغزو الأجنبي والمؤامرات وملاعب كرة القدم والمعارضات والفجور والصدق والأصدقاء والأهل (والعرق ): يبعث على الطمأنينة .
الباعة المتجولون من حولي بالملايين لايكادون يبيعون أو يشرون شيئاً .
تسلمتُ الحقيبة (4)- ذهبتُ لسرادق عزاء – عدتُ – نمت –صليت الصبح –ودخلتُ بطن الكوديي لتبدأ رحلة الألف نقطة تفتيش- والبائسين- وبسكويت الإغاثة- و النوم - وبالعكس .
- وصلنا وين ياجماعة .
- يادوبك خاشين قهوة ( مرحب) .
تمت
/ بص المرشد / 28/01/2013