الدكتور سامي الدرديري يقول:
أول أمس
وأنا عائد من مناوبة الخميس
والتي عادة ما تكون مشحونة بالبلاوي
أخبرني سموءل بأن مأمون وصديقهم محمد القاضي
سيأتون صباح الجمعه
لأن مواطني ود الحليو أصّرو أن يبدأ الزواج من عندهم
لذا هم يقيمون له دعوه قبل أن يتحرك
وسيتحرك معهم شباب القضارف الذين درسوا بكسلا
لحضور دعوة ود الحليو وبعدها يتوجه الجميع إلى كسلا لإكمال المناسبه
ووعدته إني لو سمحت ظروفي سألحق بهم في كسلا
صباح الجمعه الساعه 7 و12 دقيقيه
تلفون من نائب الأخصائي
قمت على عجل
"يا دكتور عندنا حادث فيهو طبيبين وتوفي أحدهما"
خبر كالصاعقه
"منو المتوفي؟؟"
"د. مأمون عوض"
لاحول ولا قوة إلا بالله
أيقظت سموءل - والذي كان يتوقع حضورهم حوالي العاشره -
وفي الطريق أخبرته
ظل في حالة ذهول
حتى وصلنا
ووجدنا الجثمان مسجي ومغطى
هو مأمون
وصديقه محمد القاضي في حالة ذهول
والأطباء في وجوم
أُحضر ميتاً
ويديه بها خضاب الحناء
آه آه آه
تواً وصل الوالد وزوجتي وأخواتي وأخوالي
مأمون شقيق سموءل
لا أحد يصدق
أخذت تلفون سموءل لأتصل بوالده العم عوض
والذي كثيراً ما زارنا بالمنزل
وصار صديقاً لأبي
وجدت رساله من مأمون السادسه والنصف
"نحن في القدمبليه" 40 كيلو من القضارف
إتصلت بالعم عوض
"أنا سامي الدرديري يا عم عوض"
"أها الجماعه ديل وصلوكم بالسلامه؟؟؟"
يبدو أنه إتصل بهم للإطمئنان على سلامة الوصول من ربع ساعه
أستحضرت كل كلمات اللغه التي أعرفها
وهربت مني جميع التعابير
لم أدري ماذا قلت له
لكني سمعت كلماته
"كل من عليها فان ...
هذا حال الدنيا ...
أمانه وأُستُردت ....
...."
نزلت على قلبي برداً وسلاما
منقول من منتديات المنبر الحر..سودانيز أوف لاين
هكذا تلقى العم عوض الماحي الخبر بكل صبر و إحتساب
أما الخاله فتحيه والدة الشهيد (وأحسبه شهيدا إنشاء الله)
فقد كانت و معها الخاله حرم علي الماحي في طريقهما من الخرطوم إلى الكاسنجر
لتجهيز دعوة الزواج وإكمال المراسم هناك كما تعلمون،
و في نفس اليوم الجمعة كان والدي (محمد الحسن) في طريقه من الكاسنجر إلي الخرطوم
للترتيب مع العم عوض و الذهاب معه لكسلا لعقد القرآن..
يا له من ترتيب.
وبعد لحظات ينعكس هذا الترتيب 180 درجة
من قمة الفرح إلى أعلى درجة من درجات الحزن
و تعود الخالات للخرطوم مع والدي و لكن لم يستطع إخبارهما
فقد مهد لهما العم عوض بمكالمة هاتفيه بأن مأمون عمل حادث و حالته خطرة.
لقد بحثنا عمن يقابل الخالة فتحيه بأمدرمان السوق الشعبي و يخبرها بهذ الخبر الأليم
قبل ان تحضر للمنزل حيث الجموع الغفيرة و النواح و البكاء الشديد
لأن الصدمه ستكون عليها قاسيه .
وقع الإختيار على الخال عباس البي بحكم انه شقيقها و أقرب الناس إليها
لكنه اشار بأن يكون العم د.فتح الرحمن أحمد الماحي هو من يقوم بهذه المهمه الصعبة.. ويا لها من مهمه..
ذهبنا و كنت معهم شخصي الضعيف.. و ما أن أخبرها د.فتح الرحمن بالخبر ..حتى قالت..
إنا لله و إنا إليه راجعون
قمة الصبر و الإيمان...
وأعظم ما يقوله المؤمن الصابر إذا أصابته مصيبه.
اسأل الله ان يتقبل مأمون قبولا حسنا
و أن ينزله منازل الصديقين و الشهداء في الجنه و أن يزوجه بالحور العين.
و أجزي الهم والديه على هذا الصبر الجميل خير الجزاء
و انت القائل في كتابك الكريم:
((و لنبلونكم بشي من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم و أولئك هم المهتدون)) الآيات 155 و156 و157 من سورة البقرة.
كما لا يفوتني في هذه اللحظات الحزينه ان اترحم على خيرة شباب الكاسنجر الذين سبقونا من هذه الدنيا الفانيه إلى الدار الآخره:
حسن عبد الرحيم - الصافي عبد الله عيسى - عادل محمد مختار (هؤلاء دفعتي في الدراسه و أعلم عنهم كل خير) و عبد العظيم المجذوب و محمد فتح الرحمن و الرشيد الحسين حامد و احمد حسن عبد القادر و احمد محمد سعيد و أخيه حسين محمد سعيد .... و القائمة تطول.
اسأل الله لهم المغفرة و الرحمه و الجنه
و أن يكرم والديهم الذين صبروا و أحتسبوا على فقدهم
أيها الإخوة أكثروا من قول لا إله إلا الله
تجدون مكتوب عنه في القسم الديني
و لكم الشكر[/color][/size].[/color]
أول أمس
وأنا عائد من مناوبة الخميس
والتي عادة ما تكون مشحونة بالبلاوي
أخبرني سموءل بأن مأمون وصديقهم محمد القاضي
سيأتون صباح الجمعه
لأن مواطني ود الحليو أصّرو أن يبدأ الزواج من عندهم
لذا هم يقيمون له دعوه قبل أن يتحرك
وسيتحرك معهم شباب القضارف الذين درسوا بكسلا
لحضور دعوة ود الحليو وبعدها يتوجه الجميع إلى كسلا لإكمال المناسبه
ووعدته إني لو سمحت ظروفي سألحق بهم في كسلا
صباح الجمعه الساعه 7 و12 دقيقيه
تلفون من نائب الأخصائي
قمت على عجل
"يا دكتور عندنا حادث فيهو طبيبين وتوفي أحدهما"
خبر كالصاعقه
"منو المتوفي؟؟"
"د. مأمون عوض"
لاحول ولا قوة إلا بالله
أيقظت سموءل - والذي كان يتوقع حضورهم حوالي العاشره -
وفي الطريق أخبرته
ظل في حالة ذهول
حتى وصلنا
ووجدنا الجثمان مسجي ومغطى
هو مأمون
وصديقه محمد القاضي في حالة ذهول
والأطباء في وجوم
أُحضر ميتاً
ويديه بها خضاب الحناء
آه آه آه
تواً وصل الوالد وزوجتي وأخواتي وأخوالي
مأمون شقيق سموءل
لا أحد يصدق
أخذت تلفون سموءل لأتصل بوالده العم عوض
والذي كثيراً ما زارنا بالمنزل
وصار صديقاً لأبي
وجدت رساله من مأمون السادسه والنصف
"نحن في القدمبليه" 40 كيلو من القضارف
إتصلت بالعم عوض
"أنا سامي الدرديري يا عم عوض"
"أها الجماعه ديل وصلوكم بالسلامه؟؟؟"
يبدو أنه إتصل بهم للإطمئنان على سلامة الوصول من ربع ساعه
أستحضرت كل كلمات اللغه التي أعرفها
وهربت مني جميع التعابير
لم أدري ماذا قلت له
لكني سمعت كلماته
"كل من عليها فان ...
هذا حال الدنيا ...
أمانه وأُستُردت ....
...."
نزلت على قلبي برداً وسلاما
منقول من منتديات المنبر الحر..سودانيز أوف لاين
هكذا تلقى العم عوض الماحي الخبر بكل صبر و إحتساب
أما الخاله فتحيه والدة الشهيد (وأحسبه شهيدا إنشاء الله)
فقد كانت و معها الخاله حرم علي الماحي في طريقهما من الخرطوم إلى الكاسنجر
لتجهيز دعوة الزواج وإكمال المراسم هناك كما تعلمون،
و في نفس اليوم الجمعة كان والدي (محمد الحسن) في طريقه من الكاسنجر إلي الخرطوم
للترتيب مع العم عوض و الذهاب معه لكسلا لعقد القرآن..
يا له من ترتيب.
وبعد لحظات ينعكس هذا الترتيب 180 درجة
من قمة الفرح إلى أعلى درجة من درجات الحزن
و تعود الخالات للخرطوم مع والدي و لكن لم يستطع إخبارهما
فقد مهد لهما العم عوض بمكالمة هاتفيه بأن مأمون عمل حادث و حالته خطرة.
لقد بحثنا عمن يقابل الخالة فتحيه بأمدرمان السوق الشعبي و يخبرها بهذ الخبر الأليم
قبل ان تحضر للمنزل حيث الجموع الغفيرة و النواح و البكاء الشديد
لأن الصدمه ستكون عليها قاسيه .
وقع الإختيار على الخال عباس البي بحكم انه شقيقها و أقرب الناس إليها
لكنه اشار بأن يكون العم د.فتح الرحمن أحمد الماحي هو من يقوم بهذه المهمه الصعبة.. ويا لها من مهمه..
ذهبنا و كنت معهم شخصي الضعيف.. و ما أن أخبرها د.فتح الرحمن بالخبر ..حتى قالت..
إنا لله و إنا إليه راجعون
قمة الصبر و الإيمان...
وأعظم ما يقوله المؤمن الصابر إذا أصابته مصيبه.
اسأل الله ان يتقبل مأمون قبولا حسنا
و أن ينزله منازل الصديقين و الشهداء في الجنه و أن يزوجه بالحور العين.
و أجزي الهم والديه على هذا الصبر الجميل خير الجزاء
و انت القائل في كتابك الكريم:
((و لنبلونكم بشي من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم و أولئك هم المهتدون)) الآيات 155 و156 و157 من سورة البقرة.
كما لا يفوتني في هذه اللحظات الحزينه ان اترحم على خيرة شباب الكاسنجر الذين سبقونا من هذه الدنيا الفانيه إلى الدار الآخره:
حسن عبد الرحيم - الصافي عبد الله عيسى - عادل محمد مختار (هؤلاء دفعتي في الدراسه و أعلم عنهم كل خير) و عبد العظيم المجذوب و محمد فتح الرحمن و الرشيد الحسين حامد و احمد حسن عبد القادر و احمد محمد سعيد و أخيه حسين محمد سعيد .... و القائمة تطول.
اسأل الله لهم المغفرة و الرحمه و الجنه
و أن يكرم والديهم الذين صبروا و أحتسبوا على فقدهم
أيها الإخوة أكثروا من قول لا إله إلا الله
تجدون مكتوب عنه في القسم الديني
و لكم الشكر[/color][/size].[/color]