وانت تغيب عن عالمك تماما لتصبح ابن الخامسه من عمرك لتجد نفسك في قريتك الصغيره وحياتها بكل تفاصيلها من صباح باكر الى مساء ايضا باكر .
صباح لا يعرف سوى اللهو واللعب ثم ظهيرة ذات شمس حارقه يطفئها البحر والعوم , اما المساء عندك لا يزيد عن دقائق معدوده حيث يبدا بشاي ( المغيرب ) فسرعان ما تصطف انت واخوتك حول الفانوس وبراد الشاي تستمع الى تحزيرات حبوبتك او امك من الخروج ليلا لان الكلب السعران حتما سيلاقيك .فتخلد للنوم علي عنقريبك فهذا الجسم منهك متعب.
فما تلبث ان تكبر رويدا رويدا فتصبح ابن الثامنه من عمرك ,فها هو صوت جرس يدق في اذنيك ليحرك في دواخلك عجلة السرعه ,فلربما تسقط منبطحا مرات ومرات غير آبه باتساخ ملابسك او امتلاء فمك بالتراب فما تلبث ان تبتلع جذء منه حبا وعشقا لارضك وانت لا تدري .
سرعان ما تقف في طابور الصباح حيث الجذاء والعقاب , جذاء للفائزين لا يتعدى زكر اسمك بالاطراء او التصفيق لك, وياله من جذاء طيب في نفسك . فاما العقاب لا يوازي جذاء الفئة الاولي انه اشد بكثير لان اباك لم يسال لماذا عوقبت لانه ميقن انك اخطات وتستحق ذلك .
هذه محطات مررت بها في طفولتك ولكن هنالك محطات وشخصيات حاضره كحضورك فآذان حاج موسى اصبح جذء من تكوينك النفسي والروحي . اقترن اسم هذا الرجل بكلمة(حاج) فاصبح لايعرف الا باقتران الاسمين معا عندئذ يغنيك عن تعريف ذلك الشيخ ,
فهذاء الندا ء اكثر من ثلاثون عاما لا يغيب عن الناس فاصبح ليس للصلاة فقط بل اصبح ضابط للوقت والذمن , فكثيرا ما يربط الناس اعمالهم وراحتهو ونومهم وترحالهم بهذا الآذان.
ثلاثون عاما ينادي الحاج موسى في زمهرير الشتاء او صيف الشمال الحارق. انه صوت لا يعرف السكوت فشكرا يا( سارية الجبل ) فقد اسمعت القاصي والداني .
ثلاثون عاما وانت في مهنتك التي اجدتها, تختار المعاش الابدي وترفض المعاش الاختياري او الاجباري . كيف لا وقد ضمنت المعاش عند رب المعاش , والجذاء من رب الجذاء, نشهد انك اطول الناس اعناقا.
اما الاعياد عندك فحدث ولا حرج ولكن هناك عيد كانت تختص به الكاسنجر انه (كرامة صديق) او ( البشه) بتشديد الشين . يحييها في اول جمعة من شهر رجب ذاك الشيخ محب الكرامات وعاشق الغرابين , (ادريس صديق ودعود) ذو اللحية البيضاء يحمل سكينا وعصا وينادي علي طريقته الخاصه ( كرامه للمساكين ... كرامه للمسافرين ... كرامه للغائبين.... كرامه للحاضرين... كرامه للغافلين .. كرااااامه وسلامه). فانت تجري خلفه مستمتعا بمنظر الذبائح التي غالبا ما تكون (عتود او سخله)
بعده تقوم امك بصناعة سعن للماء من جلد تلك الكرامه لشهر رمضان, فانت تشرب من ذاك السعن ماء طهورا باردا.
هاانت الآن قد كبرت واشتد عودك فاصبحت تقوى للذهاب خارج قريتك لطلب العلم او للعمل . فانت تحمل في قلبك هذه المحطات ويالها من محطات حاضره في كل شخص تربى وترعرع في حضن هذا البلد الطيب , محطات لاينساها الا منكر او جاحد . محطات تاكد حبك لوطنك حين تكون حاضره في مخيلتك فحب الوطن من الايمان. فانت حين تحط رجلك في ارضها لابد ان تعاودك الزكري او حتى في غربتك لابد ان تستجم علي زكرى بلادي انها جنة الدنيا.
*هذه مساهمه من اجل الكاسنجر
* بقلم: ابوعبيده خليفه محمد
صباح لا يعرف سوى اللهو واللعب ثم ظهيرة ذات شمس حارقه يطفئها البحر والعوم , اما المساء عندك لا يزيد عن دقائق معدوده حيث يبدا بشاي ( المغيرب ) فسرعان ما تصطف انت واخوتك حول الفانوس وبراد الشاي تستمع الى تحزيرات حبوبتك او امك من الخروج ليلا لان الكلب السعران حتما سيلاقيك .فتخلد للنوم علي عنقريبك فهذا الجسم منهك متعب.
فما تلبث ان تكبر رويدا رويدا فتصبح ابن الثامنه من عمرك ,فها هو صوت جرس يدق في اذنيك ليحرك في دواخلك عجلة السرعه ,فلربما تسقط منبطحا مرات ومرات غير آبه باتساخ ملابسك او امتلاء فمك بالتراب فما تلبث ان تبتلع جذء منه حبا وعشقا لارضك وانت لا تدري .
سرعان ما تقف في طابور الصباح حيث الجذاء والعقاب , جذاء للفائزين لا يتعدى زكر اسمك بالاطراء او التصفيق لك, وياله من جذاء طيب في نفسك . فاما العقاب لا يوازي جذاء الفئة الاولي انه اشد بكثير لان اباك لم يسال لماذا عوقبت لانه ميقن انك اخطات وتستحق ذلك .
هذه محطات مررت بها في طفولتك ولكن هنالك محطات وشخصيات حاضره كحضورك فآذان حاج موسى اصبح جذء من تكوينك النفسي والروحي . اقترن اسم هذا الرجل بكلمة(حاج) فاصبح لايعرف الا باقتران الاسمين معا عندئذ يغنيك عن تعريف ذلك الشيخ ,
فهذاء الندا ء اكثر من ثلاثون عاما لا يغيب عن الناس فاصبح ليس للصلاة فقط بل اصبح ضابط للوقت والذمن , فكثيرا ما يربط الناس اعمالهم وراحتهو ونومهم وترحالهم بهذا الآذان.
ثلاثون عاما ينادي الحاج موسى في زمهرير الشتاء او صيف الشمال الحارق. انه صوت لا يعرف السكوت فشكرا يا( سارية الجبل ) فقد اسمعت القاصي والداني .
ثلاثون عاما وانت في مهنتك التي اجدتها, تختار المعاش الابدي وترفض المعاش الاختياري او الاجباري . كيف لا وقد ضمنت المعاش عند رب المعاش , والجذاء من رب الجذاء, نشهد انك اطول الناس اعناقا.
اما الاعياد عندك فحدث ولا حرج ولكن هناك عيد كانت تختص به الكاسنجر انه (كرامة صديق) او ( البشه) بتشديد الشين . يحييها في اول جمعة من شهر رجب ذاك الشيخ محب الكرامات وعاشق الغرابين , (ادريس صديق ودعود) ذو اللحية البيضاء يحمل سكينا وعصا وينادي علي طريقته الخاصه ( كرامه للمساكين ... كرامه للمسافرين ... كرامه للغائبين.... كرامه للحاضرين... كرامه للغافلين .. كرااااامه وسلامه). فانت تجري خلفه مستمتعا بمنظر الذبائح التي غالبا ما تكون (عتود او سخله)
بعده تقوم امك بصناعة سعن للماء من جلد تلك الكرامه لشهر رمضان, فانت تشرب من ذاك السعن ماء طهورا باردا.
هاانت الآن قد كبرت واشتد عودك فاصبحت تقوى للذهاب خارج قريتك لطلب العلم او للعمل . فانت تحمل في قلبك هذه المحطات ويالها من محطات حاضره في كل شخص تربى وترعرع في حضن هذا البلد الطيب , محطات لاينساها الا منكر او جاحد . محطات تاكد حبك لوطنك حين تكون حاضره في مخيلتك فحب الوطن من الايمان. فانت حين تحط رجلك في ارضها لابد ان تعاودك الزكري او حتى في غربتك لابد ان تستجم علي زكرى بلادي انها جنة الدنيا.
*هذه مساهمه من اجل الكاسنجر
* بقلم: ابوعبيده خليفه محمد