هي الكاسنجر
كلما استرجعت ايام حياتي وجدتها تتراوح بين ايام فارقتها فيها كسير القلب اسوانا وايام عدت فيها اليها فرحا بلقاءها جزلاً اتفيأ ظلال احضانها الحنونة
تلك هي قصتي مع الكاسنجر : لواعج الفراق وتباريح الشوق وحرارة اللقاء.
الكاسنجر عشق قديم في قلوب كل ابناءها فما يؤذن مؤذن العيد الا وتجدهم يزحمون كل المحطات علَّهم يصلُّون العيد في رحابها الطاهرة .
تأخذني منها مشاهد ربما لم يشاهدها شباب الجيل الحالي :
فمن منكم شاهد مركب عبد التام الضخمة تتوسد امواج النيل وتمخر عبابه في أوج الدميرة فيراقص شراعها الأبيض هامات النخيل ويمرق من بينه كالبرق يخلب الألباب.
ومن منكم شرب الماء البارد الزلال من قادوس ساقية الفاضلاب وهو يستمع الي نقرات الدقلاشي الرشيقة والعشاق يتحلقون حول دارة المديح تحت ظل النخل الوارف ، والناس قد اخذتهم غبطة الفطر أو الأضحي .
ولا شك انكم جميعا قد شاهدتم خور العباضيل وهو يصعد في أوج المسور فيسد الفجاج ويتمدد من فواسيب النيل حتي حماريب الخلاء كأنه محبٌ عملاق يتمرغ في تراب الكاسنجر العزيز.
مشاهد لا تفارق خيال كل من شهدها .
الشكر كل الشكر الي الأعزاء الذين هيَّئوا لنا هذا المنتدى ليكون سلوي لكل من ابعدته الايام عن البلد.
ونرجو أن نتواصل