سامي عثمان الثلاثاء 21 ديسمبر 2010 - 15:49
حكى الأصمعي قال :ضلت لي إبل فخرجت في طلبها وكان البرد شديدا فألتجأت إلي حي من أحياء العرب وإدا بجماعة يصلون وبقربهم شيخ ملتف بكساء وهو يرتعد من البرد وينشد:
أيا رب إن البرد اصبح كالحــــــــــــــا وأنت بحالي يا إلهي أعلــــــــم
فأن كنت يوما في جهنم مدخلـــــــــــي ففي مثل هدا اليوم طابت جهنم
قال الاصمعي : فتعجبت من فصاحته وقلت : ياشيخ أم تستحي تقطع الصلاة وأنت شيخ كبير فأنشد يقول:
أيطمع ربي في أن أصلي عاريــــــــا ويكسو غيري كسوة البــــــــرد
فوالله لا صليت ما عشت عاريـــــــــا عشاء ولا وقت المغيب ولا الوتر
ولا الصبح إلأيوم شمس دفيئـــــــــــة وإن غمت فويل للظهر والعصر
وإن يكسني ربي قميصا وجبــــــــــة أصلي له مهما أعيش من العمــر
قال فأعجبني شعره وفصاحته فنزعت قميصا وجبة كانا علي ودفعتهما اليه وقلت له :البسهما وقم استقبل القبلة وصلي جالسا وجعل يقول :
إليك إعتداراي من صلاتي جالســـا علي غير ظهر موميا نحو قبلتــي
فمالي ببرد الماء يارب طاقــــــــــة ورجلاي لا تقوي علي ثني ركبتي
ولكنني أستغفر الله شاتيـــــــــــــــا وأقضيكها يارب في وجه صيفتي
وإن أنا لم أفعل فأنت محكـــــــــــم بما شئت من صفعي ومن نتف لحيتيقال :فتعجبت من فصاحته وضحكت عليه وانصرفت