القوما
ظهر هذا الفن في بغداد في أواخر الدولة العباسية وقد اخترعه ابو بكر محمد بن عبد الغني "ابن نقطة" "ت629هـ ،ويذكر الشاعر صفي الدين الحلي ان البغداديين قد اخترعوه في شهر رمضان واصله قوما غلى السحور ويأتي على بحر الرمل أو الزجل حيث نظموا فيه الغزل والعتاب وقد شجعه الخليفة الناصر العباسي وأجزل العطاء للشعراء وخاصة الشاعر ابن نقطة ومن بعده ابنه .
وينظم هذا الفن المستحدث على أربعة اقفال ثلاث منها تاتي على روي واحد وقافية واحدة وهي الأول والثاني والرابع وأما القفل الثالث فأطولها وهو مهمل القافية .
ومجموع الأقفال الأربعة تسمى بيتا ووزنه مستفعلن فعلان أو فاعلان،واليك هذا القوما الذي يرويه لنا ابن حجة الحموي في كتابه بلوغ الأمل في فن الزجل والمنسوب غلى ولد صغير لابن نقطة يقول فيه"
يا سيد السادات
لك بالكرم عادات
أنا بني ابن نقطة
وأبي تعيش أنت مات
وكان الخليفة الناصر من المعجبين بهذا القوما كما يذكر لنا ابن حجة الحموي.
ومن القوما قول صفي الدين الحلي في الملك المؤيد إسماعيل بن علي بن محمود صاحب حماة "ت732ه" والمنشور في ديوان الشاعر العاطل الحالي والمرخص الغالي" حيث يقول:
لازال سعدك جديد
دايم وجدك سعيد
ولا برحت مهنا
بكل صوم وعيد
في الدهر أنت مؤيد
وفي صفاتك وجيد
فالخلق شعر منقح
وأنت بيت القصيد
ومن يقرا هذا القوما سوف يجد سمات اسلوب الشاعر الحلي واضحة فأسلوبه يتصف بأنه سهل مأنوس وغرضه المدح في شهر رمضان وقد نعت الملك المؤيد بنعوت العظمة والجلال ووصفه بالجود والكرم ودعا له بالعمر المديد والعيد السعيد ومن يرجع الى كتاب الحلي العاطل الحالي والمرخص الغالي سوف يتضح له مانقول ،وكان الملك المؤيد مشهورا بمكانته العلمية والأدبية وله مؤلفات عديدة منها كتاب تقويم البلدان وكتاب المختصر في أخبار البشر.